“اهدأ يا بينكا!” صاح إيفان في كلبه محاولًا تهدئته، لكنه لم يستمع له. بدا الكلب مصممًا على الوصول إلى قاع الأرض. حاول كبح جماح كلبه، لكن جهوده باءت بالفشل. لقد تقدم في العمر وضعفت قوته كثيرًا الآن، بينما كان بينكا كلبًا قويًا. استمر الكلب في الحفر والنباح بينما بذل إيفان قصارى جهده لمحاولة السيطرة عليه ووقف الضرر الذي تسبب فيه. شعر إيفان بالحرج وقال في نفسه: ماذا سيفعل والدا هذه الفتاة المسكينة لو رأوا قبر ابنتهما في مثل هذه الحالة؟ وبدأ يفكر في كيفية إغلاق القبر مرة أخرى بمجرد أن ينتهي كلبه. وسرح في هذه الأفكار لبعض الوقت حينما توقف بينكا فجأة، كان الكلب قد وصل بحفره إلى التابوت ونظر إلى صاحبه بترقب. كانت النظرة في وجه كلبه وكأنه يتوسل إليه أن يفتح التابوت. ماذا؟!
نظر الرجل إلى كلبه مصدومًا من هذا الاقتراح السخيف. وكأنه لم يكن كافيًا أن ينبش ليخرج تابوت امرأة ميتة من الأرض، وإنما يريده أيضًا أن يفتحه؟ لكن الكلب كان مصممًا. وعندما رأى أن صاحبه لا يريد فتح التابوت، بدأ في النباح على التابوت بشدة وخمشه بمخالبه، محاولًا فتحه بنفسه. في ظل عجز الرجل عن إيقاف كلبه أو السيطرة عليه، فكر في تشتيت انتباهه بلعبة قذف العصا، وهي لعبة الصيد المفضلة لدى بينكا. لذلك ألقى بعصاه بعيدًا، وفي تلك اللحظة سمع إيفان صوتًا جعل الرجفة تسري في جميع أوصاله. ولم تكن الأمسية الشتوية الباردة هي التي جعلته يرتجف هكذا.
